اخبار التقنية

ارتفاع كبير في تحميلات تيك توك غير الرسمية في الولايات المتحدة

يشهد تطبيق تيك توك ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المستخدمين الذين يسعون لتنزيله بطرق غير رسمية في الولايات المتحدة، وسط تصاعد القيود القانونية التي تهدد استمراره على الأجهزة المحمولة وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الإذاعة البريطانية BBC، فإن المستخدمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على تقنيات التحميل الجانبي، لتجاوز الحظر المفروض من قبل متجري آبل وجوجل.

يأتي هذا الاتجاه في أعقاب قرار تنفيذي من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي سمح باستخدام المنصة رغم قرار المحكمة العليا القاضي ببيعها أو حظرها، وفقًا لقانون أقره الرئيس جو بايدن العام الماضي ومع دخول هذا القانون حيز التنفيذ، واجه المستخدمون صعوبة في الحصول على التطبيق عبر المتاجر الرسمية، مما دفعهم إلى البحث عن بدائل غير رسمية لتنزيله لأول مرة أو إعادة تثبيته عند الانتقال إلى جهاز جديد.

تعتمد عمليات التحميل الجانبي على استخدام منصات خارجية توفر ملفات تثبيت التطبيقات بصيغة APK لهواتف أندرويد أو عبر شهادات تطبيقات مخصصة لأجهزة iOS، وهي عملية تُعرف بأنها أكثر تعقيدًا مقارنةً بأندرويد وتُعد خدمة Signulous واحدة من أبرز المنصات التي شهدت تزايدًا في عمليات التنزيل، حيث أفادت بأن 120 ألف مستخدم لجؤوا إليها لتنزيل تيك توك على أجهزة آيفون في الوقت ذاته، شهدت منصة AppDB، التي تقدم خدمات مماثلة، حوالي 95 ألف عملية تنزيل للتطبيق، ما يعكس تزايد الطلب على هذه الطرق البديلة.

بالتوازي مع ذلك، لاحظت جوجل ارتفاعًا غير مسبوق في عمليات البحث عن “VPN” خلال الشهر الماضي، حيث يحاول المستخدمون الالتفاف على القيود الجغرافية عبر التظاهر بأنهم يتصلون بالإنترنت من دول أخرى لا يسري فيها الحظر ويؤكد هذا الاتجاه مدى صعوبة تطبيق أي حظر رقمي فعّال على منصة بحجم تيك توك، لا سيما أن هناك العديد من الأدوات التي تتيح للمستخدمين تجاوز هذه العقبات بسهولة.

وفي محاولة لمواجهة القيود المفروضة على التنزيل، أصدرت تيك توك إرشادات رسمية لمستخدمي أندرويد تشرح كيفية تحميل التطبيق بطرق بديلة ومع أن التحميل الجانبي يُعد شائعًا بين مستخدمي أندرويد بسبب سهولة تثبيت التطبيقات من خارج متجر جوجل بلاي، إلا أن مستخدمي iOS يواجهون تحديات أكبر بسبب النظام المغلق الذي تفرضه آبل، والذي يتطلب توقيعًا رقميًا موثوقًا من الشركة لتشغيل التطبيقات غير الرسمية.

التداعيات المحتملة لهذا الحظر تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد حرمان المستخدمين من التطبيق، إذ تشير التقارير إلى أن القيود المفروضة على تيك توك قد تدفع المزيد من المستخدمين إلى كسر حماية أجهزتهم، أو اللجوء إلى خدمات غير آمنة تعرض بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية للخطر كما أن هذه القيود قد تؤثر على الشركات والمعلنين الذين يعتمدون على تيك توك كمنصة رئيسية للتسويق والتواصل مع جمهورهم المستهدف.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: هل يمكن للحكومة الأمريكية فرض حظر رقمي صارم على تيك توك، أم أن المستخدمين سيستمرون في إيجاد طرق للتحايل على القيود، مما يجعل هذا الحظر غير عملي على أرض الواقع؟ تشير الإحصائيات الحالية إلى أن الحظر قد يواجه تحديات كبيرة، خاصةً مع توفر العديد من الأدوات والتقنيات التي تتيح للمستخدمين تجاوز هذه القيود بسهولة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى